فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ}
موقع جملة: {ولما دخلوا على يوسف} كموقع جملة: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم} [سورة يوسف: 68] في إيجاز الحذف.
والإيواء: الإرجاع.
وتقدم في قوله تعالى: {أولئك مأواهم النار} في سورة يونس (8).
وأطلق الإيواء هنا مجازًا على الإدناء والتقريب كأنه إرجاع إلى مأوى، وإنما أدناه ليتمكن من الإسرار إليه بقوله: {إني أنا أخوك}.
وجملة: {قال إني أنا أخوك} بدل اشتمال من جملة: {آوى إليه أخاه}.
وكلمه بكلمة مختصرة بليغة إذ أفاده أنه هو أخوه الذي ظنه أكلَه الذئب.
فأكد الخبر بـ (إنّ) وبالجملة الإسمية وبالقصر الذي أفاده ضمير الفصل، أي أنَا مقصور على الكون أخاك لا أجنبي عنك، فهو قصر قلب لاعتقاده أن الذي كلّمه لا قرابة بينه وبينه.
وفرّع على هذا الخبر: {فلا تبتئس بما كانوا يعملون}.
والابتئاس: مطاوعة الإبئاس، أي جَعْل أحد بائسًا، أي صاحب بؤس.
والبؤس: هو الحزن والكدر.
وتقدم نظير هذا التركيب في قصة نوح عليه السلام من سورة هود.
والضميران في: {كانوا} و: {يعملون} راجعان إلى إخوتهما بقرينة المقام، وأراد بذلك ما كان يجده أخوه (بنيامين) من الحزن لهلاك أخيه الشقيق وفظاظة إخوته وغيرتهم منه.
والنهي عن الابتئاس مقتضضٍ الكفّ عنه، أي أزلْ عنك الحزن واعتْضْ عنه بالسرور.
وأفاد فعل الكون في المضي أن المراد ما عَملوه فيما مضى.
وأفاد صوغ: {يعملون} بصيغة المضارع أنه أعمال متكررة من الأذى.
وفي هذا تهيئة لنفس أخيه لتلقي حادث الصُّوَاع باطمئنان حتى لا يخشى أن يكون بمحل الريبة من يوسف عليه السلام.
{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ}
تقدم الكلام على نظير قوله: {فلما جهزهم بجهازهم} في الآيات قبل هذه.
وإسناد جعل السقاية إلى ضمير يوسف مجاز عقليّ، وإنما هو آمر بالجعل والذين جعلوا السقاية هم العبيد الموكّلون بالكيل.
والسقاية: إناء كبير يُسقى به الماء والخمر.
والصُّوَاع: لغة في الصاع، وهو وعاء للكيل يقَدّر بوزن رطل وربع أو وثلث.
وكانوا يشربون الخمر بالمقدار، يقدّر كل شارب لنفسه ما اعتاد أنه لا يصرعه، ويجعلون آنية الخمر مقدّرة بمقادير مختلفة، فيقول الشارب للساقي: رطلًا أو صاعًا أو نحو ذلك.
فتسمية هذا الإناء سقاية وتسميته صُوَاعًا جارية على ذلك.
وفي التوراة سمي طاسا، ووصف بأنه من فضة.
وتعريف: {السقاية} تعريف العهد الذهني، أي سقاية معروفة لا يخلو عن مثلها مجلس العظيم.
وإضافة الصُّواع إلى الملك لتشريفه، وتهويل سرقته على وجه الحقيقة، لأن شؤون الدولة كلها للمَلك.
ويجوز أن يكون أطلق الملك على يوسف عليه السلام تعظيمًا له.
والتأذين: النداء المكرر.
وتقدم عند قوله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم} في سورة الأعراف (44).
والعِير: اسم للحمولة من إبل وحَمير وما عليها من أحمال وما معها من ركابها، فهو اسم لمجموع هذه الثلاثة.
وأسندت السرقة إلى جميعهم جريا على المعتاد من مؤاخذة الجماعة بجرم الواحد منهم.
وتأنيث اسم الإشارة وهو {أيتها} لتأويل العير بمعنى الجماعة لأن الركاب هم الأهم.
وجملة: {قالوا} جواب لنداء المنادي إياهم: {إنكم لسارقون}، ففصلت الجملة لأنها في طريقة المحاورة كما تكرر غير مرة.
وضمير: {قالوا} عائد إلى العير.
وجملة: {وأقبلوا عليهم} حال من ضمير: {قالوا}.
ومرجع ضمير: {أقبلوا} عائد إلى فتيان يوسف عليه السلام.
وضمير: {عليهم} راجع إلى ما رجع إليه ضمير: {قالوا}، أي وقد أقبل عليهم فتيان يوسف عليه السلام.
وجعلوا جعلا لمن يأتي بالصواع.
والذي قال: {وأنا به زعيم} واحد من المقبلين وهو كبيرهم.
والزعيم: الكفيل.
وهذه الآية قد جعلها الفقهاء أصلًا لمشروعية الجعل والكفالة.
وفيه نظر، لأن يوسف عليه السلام لم يكن يومئذٍ ذا شَرْع حتى يستأنس للأخذ بـ (أنّ شَرْعَ من قَبْلنا شَرْع لنا): إذا حكاه كلام الله أو رسوله.
ولو قدّر أن يوسف عليه السلام كان يومئذٍ نبيئًا فلا يثبت أنه رسول بشرع، إذ لم يثبت أنه بعث إلى قوم فرعون، ولم يكن ليوسف عليه السلام أتباع في مصر قبْل ورود أبيه وإخوتهِ وأهلِيهم.
فهذا مأخذ ضعيف.
والتاء في: {تاللَّه} حرف قَسم على المختار، ويختص بالدخول على اسم الله تعالى وعلى لفظ رَب، ويختص أيضًا بالمُقسم عليه العجيب.
وسيجيء عند قوله تعالى: {وتالله لأكيدن أصنامكم} في [سورة الأنبياء: 57].
وقولهم: {لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين}.
أكدوا ذلك بالقسم لأنهم كانوا وَفدوا على مصر مرة سابقة واتهموا بالجوسسة فتبينت براءتهم بما صدقوا يوسف عليه السلام فيما وصفوه من حال أبيهم وأخيهم.
فالمراد بـ: {الأرض} المعهودة، وهي مصر.
وأما براءتهم من السرقة فبما أخبروا به عند قدومهم من وجدان بضاعتهم في رحالهم، ولعلّها وقعت في رحالهم غلطًا.
على أنهم نفوا عن أنفسهم الاتّصاف بالسرقة بأبلغ مما نفوا به الإفساد عنهم، وذلك بنفي الكون سارقين دون أن يقولوا: وما جئنا لنسرق، لأن السرقة وصف يُتعيّر به، وأما الإفساد الذي نفوه، أي التجسس فهو مما يقصده العدوّ على عَدوّه فلا يكون عارًا، ولكنه اعتداء في نظر العدوّ.
وقول الفتيان: {فما جزاؤه إن كنتم كاذبين} تحكيم، لأنهم لا يسعهم إلا أن يعيّنوا جزاء يؤخذون به، فهذا تحكيم المَرء في ذنبه.
ومعنى: {ما جزاؤه}: ما عقابه.
وضمير: {جزاؤه} عائد إلى الصُّوّاع بتقدير مضاف دل عليه المقام، أي ما جزاء سَارقه أو سرقته.
ومعنى: {إن كنتم كاذبين} إن تبين كذبكم بوجود الصُّوَاع في رحالكم.
وقوله: {جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه}.
{جزاؤه} الأول مبتدأ، و: {مَن} يجوز أن تكون شرطية وهي مبتدأ ثان وأن جملة: {وجد في رحله} جملة الشرط وجملة: {فهو جزاؤه} جواب الشرط، والفاء رابطة للجواب، والجملة المركبة من الشرط وجوابه خبر عن المبتدإ الأول.
ويجوز أن تكون: {من} موصولة مبتدأ ثانيًا، وجملة: {وجد في رحله} صلة الموصول.
والمعنى أن من وجد في رحله الصوَاع هو جزاء السرقة، أي ذاته هي جزاء السرقة، فالمعنى أن ذاته تكون عِوضًا عن هذه الجريمة، أي أن يصير رفيقًا لصاحب الصواع ليتمّ معنى الجزاء بذات أخرى.
وهذا معلوم من السياق إذ ليس المراد إتلاف ذات السارق لأن السرقة لا تبلغ عقوبتها حدّ القتل.
فتكون جملة: {فهو جزاؤه} توكيدًا لفظيًا لجملة: {جزاؤه من وجد في رحله}، لتقرير الحكم وعدم الانفلات منه، وتكون الفاء للتفريع تفريع التأكيد على الموكّد.
وقد حَكَم إخوة يوسف عليه السلام على أنفسهم بذلك وتراضوا عليه فلزمهم ما التزموه.
ويظهر أن ذلك كان حُكمًا مشهورًا بين الأمم أن يسترقَّ السارق.
وهو قريب من استرقاق المغلوب في القتال.
ولعله كان حكمًا معروفًا في مصر لما سيأتي قريبًا عند قوله تعالى: {ما كان ليأخذ أخاه في دِين الملك} [سورة يوسف: 76].
وجملة {كذلك نجزي الظالمين} بقيمة كلام إخوة يوسف عليه السلام، أي كذلك حُكْم قومنا في جزاء السارق الظالم بسرقته؛ أو أرادوا أنه حكم الإخوة على من يقدّر منهم أن يظهر الصواع في رحله، أي فهو حقيق لأن نجزيه بذلك.
والإشارة بـ: {كذلك} إلى الجزاء المأخوذ من: {نجزي}، أي نجزي الظالمين جزاءً كذلك الجزاء، وهو من وُجد في رحله. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ}
أي: أنهم حين دخلوا على يوسف أحسن استقبالهم؛ وأكرم وفادتهم؛ بعد أن وَفَّوْا بوعدهم معه، وأحضروا أخاهم وشقيقه بنيامين معهم، وكان يوسف عليه السلام مُشْتاقًا لشقيقه بنيامين.
وقد عرفنا من قبل أنه الشقيق الوحيد ليوسف؛ فهما من أم واحدة؛ أما بقية الإخوة فهم من أمهات أخريات.
وقول الحق سبحانه عن يوسف: {آوى إِلَيْهِ أَخَاهُ} [يوسف: 69].
يدلُّ على أن يوسف كان مُتشوِّقًا لرؤية شقيقه.
وقوله: {قَالَ إني أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [يوسف: 69].
يوضح لنا أن إخوة يوسف قد استفردوا لفترة ببنيامين، ولم يُحْسِنوا معاملته، وحاول يوسف أن يُسرِّي عن أخيه، وأن يُزيل عنه الكَدَر بسبب ما كان إخوته يفعلونه.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ...}.
أي: أن يوسف عليه السلام قد قام بصرف المَيْرة لهم، كما سبق أن وعدهم، وكما سبق أن جَهَّزهم في المرَّة السابقة؛ وأراد أن يُبِقي أخاه معه في مصر؛ ولكن كيف يأخذه من إخوته لِيُبقِيه معه؛ وقد أخذ أبوهم ميثاقًا عليهم ألاَّ يضيعوه، وألا يُفرِّطوا فيه، كما فعلوا مع أخيه من قبل؟
إذن: لابد من حيلة يستطيع بها أن يستبقي بها أخاه معه، وقد جَنَّد الله له فيها إخوته الذين كانوا يُعَادونه، وكانوا يحقدون عليه وعلى أخيه.
وجاءت هنا حكاية صُوَاع الملك، التي يشرب فيها الملك، وتُستخدم كمكيال، وجعلها في رَحْل أخيه.
وكلمة: {السقاية} تُطلق إطلاقات متعددة من مادة سقى أي: السين والقاف والياء، فتُطلق على إسقاء الناس والحجيج الماء.
والقرآن الكريم يقول: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحاج وَعِمَارَةَ المسجد الحرام كَمَنْ آمَنَ بالله واليوم الآخر} [التوبة: 19].
فكان معنى السقاية أيضًا هو المكان الذي يُوضَع فيه الماء ليشرب منه الناس.
أو: تُطلق: {السقاية} على الآلة التي يُخرج بها الماء للشاربين.
وهنا تُطلق كلمة: {السقاية} على الإناء الذي كان يشرب به الملك، ويُستخدم كمكيال، وهذا دليلٌ على نَفَاسة المَكِيل.
وتُطلق أيضًا كلمة: {صواع} على مثل هذه الأداة التي يُشرب منها، أو يُرفع بها الماء من المكان إلى فَمِ الشارب؛ وأيضًا يُكَال بها؛ ومفردها: {صاع}.
ويقول الحق سبحانه هنا عن حيلة يوسف لاستبقاء أخيه معه: {جَعَلَ السقاية فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70].
أي: أمر بعضًا من أعوانه أن يَضَعوا: {السقاية} في رَحْل أخيه، و: {الرَّحْل}: هو ما يوضع على البعير، وفيه متاع المسافر كله. وبعد أن ركب إخوة يوسف جِمالهم استعدادًا للعودة إلى الشام؛ وقعت المفاجأة لهم؛ والتي يقول عنها الحق سبحانه: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العير إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: 70].
أي: يا أصحاب تلك العير أنتم سارقون. والسرقة فعل قبيح حينما يترتَّبُ عليها جزاء يُوقَّع على السارق، والمسروق هو شيء ثمين.
وفيما يبدو أن هذه الحيلة تمَّتْ بموافقة من بنيامين ليمكث مع أخيه يوسف حتى يحضر أبواه إلى مصر.
ولسائل أن يقول: وكيف رَضِى بنيامين بذلك، وهو أمر يُزِيد من حُزْن يعقوب؟ وكيف يتهم يوسف إخوته بسرقة لم يرتكبوها؟
أقول: انظروا إلى دِقَّة القرآن، ولنُحْسِنَ الفهم عنه؛ لنرى أن حزن يعقوب على فَقْد يوسف قد غلبه؛ فلَن يُؤثِّر فيه كثيرًا فَقْد بنيامين.
ودليل ذلك أن يعقوب عليه السلام حين عاد أبناؤه وأخبروه بحكاية السرقة؛ واستبقاء بنيامين في مصر قال: {ياأسفى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 84].
ولم يذكر يعقوب بنيامين.
وأما عن اتهامهم بالسرقة؛ فالآية هنا لا تُحدِّد ماذا سرقوا بالضبط، وهم في نظر يوسف قد سَرَقوه من أبيه، وألقوْه في الجُبِّ.
وهنا يأتي الحق سبحانه بموقف إخوة يوسف عليه السلام: {قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ..}.
أي: أن إخوة يوسف أقبلوا على مَنْ يتهمونهم بالسرقة مُتسائِلين: ماذا فقدتم؟ ولماذا تتهموننا؟
وهنا يقول الحق سبحانه ما قاله من اتهموهم: {قَالُواْ نَفْقِدُ...}.
أي: أن الذين أعلنوهم بالسرقة قالوا لهم: لقد ضاعت سقاية الملك؛ ويُقَال لها: {صواع}، ومَنْ سيُخرجها من المكان المختفية به سوف ينال مكافأة قدرها وَزْن حِمْل بعير؛ فلعل صُواع الملك قد خُبئت في حِمْل أحدكم دون قصد.
وأكد رئيس المنادين أنه الضامن لمن يُخرج صواع الملك، ويحضرها دون تفتيش أن ينال جائزته، وهي حِمْل بعير من المَيْرة والغذاء.
وهنا قال إخوة يوسف عليه السلام: {قَالُواْ تالله...}.
وقولهم: {تالله} هو قسم، وعادةً تدخل التاء على لفظ الجلالة عند القَسَم المقصود به التعجُّب، أي: أن إخوة يوسف أقسموا مُندهشين لاتهامهم بأنهم لم يسرقوا؛ وأن الكُلَّ قد علم عنهم أنهم لم يأتوا بغرض الإفساد بسرقة أو غير ذلك، لم يسبق أن اتهمهم أحد بمثل هذا الاتهام.
وهنا يأتي الحق سبحانه بما جاء على ألسنة مَنْ أعلنوا عن وجود سرقة، وأن المسروق هو صُوَاع الملك.
ويقول الحق سبحانه ما جاء على ألسنتهم: {قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ....}.
وهذا سؤال من مُسَاعدي يوسف لإخوة يوسف عن العقوبة المقررة في شريعتهم لمن يسرق؟ وماذا نفعل بمن نجد في رَحْله صُواع الملك؛ وثبت كذبكم بأنكم لم تسرقوه؟
وكان المعروف أن مَنْ يُضبط بسرقة في شريعة آل يعقوب أن يُسترقَّ أو يظل في خدمة مَنْ سرقهم، كما فعلت عمة يوسف التي أحبته وعاش معها بعد وفاة أمه؛ وحين أراد والده أن يسترده أخفَتْ في ثياب يوسف شيئًا عزيزًا ورثته عن أبيها إسحاق، وبذلك استبقتْ يوسف معها، ولم يأخذه أبوه إلا بعد أن ماتت عمَّته.
وكان هدف يوسف عليه السلام إذن أن يستبقي أخاه معه؛ وهو قد علم من قبل هذا الحكم، وهكذا تركهم يوسف عليه السلام يحكمون بأنفسهم الحكم الذي يَصْبُو إليه، وهو بقاء أخيه معه.
ويُورِد الحق سبحانه قولهم: {قَالُواْ جَزَاؤُهُ...}.
وهكذا نطقوا بالحُكْم هم أنفسهم، وأكَّدُوه بقولهم: {كذلك نَجْزِي الظالمين} [يوسف: 75].
وهكذا أعانوا هم يوسف لتحقيق مَأْربه ببقاء شقيقه معه، وأمر يوسفُ بتفتيش العير. اهـ.